تقرير يُوصي “تبون” ببناء مغرب عربي بدون مملكة ويعتبر ملف الصحراء مصلحة استراتيجية عليا
رغم الهزائم والصفعات المتتالية، ورغم أن حقد الجنرالات تجاه الجار المغربي افتضح أمره أما العالم بأسره…إلا أن حكام قصر المرادية لا زالوا مستمرين في غبائهم وغيهم.
ففي تقرير مسرب حديثا مع بداية سنة 2023، أرسله مستشار الرئيس الجزائري المكلف بالعلاقات العامة “عبد الحفيظ علاهم”، إلى “عبد المجيد تبون”، دعا بكل سذاجة إلى إنشاء اتحاد مغرب عربي جديد بدون مغرب.
وأشارت الأجزاء المسربة من الوثيقة، إلى أن الوقت قد حان لبلورة نظرة تحدي وبأسلوب علمي ومنهجي لملف الصحراء…بما يقتضي المصلحة العليا للجزائر.
وجاء في الوثيقة كذلك:”نرى من خلال وجهة نظرنا أنه أصبح من الواجب التسريع بتطبيق قرار خبرائنا الإستراتيجيين بعزل العدو المغربي على المستوى الإقليمي في حيز زمني لا يتجاوز الخمس السنوات…عن طريق تحالف قوي واستراتيجي يجمع الجزائر بتونس وموريتانيا ويكون بمثابة الحجر الأساسي لإنشاء إتحاد مغرب عربي مصغر يشمل الدول الثلاث ومن خلال هذا التحالف سندافع عن مصالحنا الإستراتيجية في المنطقة وعلى رأسِها ملف الصحراء…”.
وبعد توصيته الغبية، واعترافه الصارخ بالتدخل الجزائري في ملف الصحراء المغربية، التي يعتبرها الجنرالات مصلحة استراتيجية عليا، كما جاء في التقرير، انتقل الأخير إلى سرد الدوافع وراء دعوة التسريع ببناء اتحاد مغاربي يضم تونس وموريتانيا والجزائر دون المغرب وليبيا.
في هذا الإطار قال التقرير:”مع كامل الأسف جميع تقارير الأمين العام للأمم المتحِدة وقرارات مجلس الأمن خلال السنوات الأخيرة تخلو تماما من أي إشارة لخيار الاستفتاء في مقابل ورود الطرح المغربي المتمثل في الحكم الذاتي لعشرات المرّات مع وصفه بالجدي وذو مصداقية وبأنه يشكل أساسا موثوقا لتسوية سياسية عملية وواقعية ومتوافق بشأنها وهذا ما جعل موقف الجزائر في القضية جد ضعيف على المستوى الدولي وتأكدنا من هذا الضعف في تنامي ظاهرة فتح قنصليات الدول في الصحراء…ومما زاد في الطين بلّة هو أن الإتحاد الإفريقي الذي كان يمثل لنا نقطة قوة في الدفاع عن أطروحتنا في قضية الصحراء…أصبح يقر بأن العملية السياسية هي شأن حصري تدبره الأمم المتحدة وليس أي هيئة دولية أو إقليمية أخرى…”.
وفي اعتراف صريح بقوة المملكة المغربية، قال التقرير الذي أعده أحد كبار مستشاري “تبون” والمعروف بدرايته وعلاقاته الكبيرة مع العسكر، إن المغرب أطلق سلسلة مشاريع ضخمة في الصحراء ساهمت في خلق أنشطة اقتصادية وتجارية وفلاحية وصناعية…وهذا ما جعل الموقف المغربي يتقوى إقليميا ودوليا في حين تم إقبار خيار الاستفتاء الذي طالما دافعنا عليه وصرّفنا من أجله الغالي والنفيس داخل الأمم المتحدة…”.
من جهة أخرى، يبدو أن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء لم تستسغه بعد الكابرانات، حيث أشار التقرير\التوصية المسرب في هذا الإطار، إلى أن الاعتراف قرار مؤسسساتي يتعلق بمصالح الولايات المتحدة الأمريكية بالمنطقة وكان بمثابة ضربة قوية للجزائر.
كما أن الموقف الإسباني بدعم المقترح المغربي في الصحراء، كان مفاجئا وصادما للجزائر، و”لقد قمنا وبمساعدة حلفائنا هناك وأيضا باستعمال ورقة الغاز بمجهودات جبارة للضغط على مدريد لتتراجع عن موقفها بدون جدوى”، لأن الرباط كانت تمتلك أوراق ضغط لعبت بها بطريقة احترافية وأغلقت بذلك في وجه الديبلوماسية الجزائرية جميع الطرق الممكنة لتجميد الموقف الإسباني، حسب ما جاء في نص التقرير.