عندما تٌختزل الصحافة الاستقصائية عند إغناسيو سمبريرو في مفردتين : الملك محمد السادس والمغرب
يمكن القول أن فقط القليل من المغاربة يعرفون الصحافي الإسباني إغناسيو سمبريرو، لكن من يعرف هذا الصحافي، الذي يدعي أنه مختص في الشأن المغاربي، يعرف مدى هوسه وكمية عدائه للمملكة، وخاصة الملك محمد السادس، فأغلب مقالاته، إن لم نقل كلها، لا تخلو من ذكر اسم الملك أو المغرب.
اختصر سمبريرو الشأن المغاربي في المفردتين المذكورتين أعلاه، فقد خصص مقاله الأخير، بتاريخ 15 أكتوبر 2024، على الموقع الإلكتروني الإسباني “El Confidencial” للحديث عن صحة الملك، وكأنه من مرافقي الوفد الطبي الملكي أو أنه يشغل منصب المساعد الشخصي لطبيب الملك.
يحاول دائما إغناسبو إعطاء انطباع أنه يعرف ما يجري بين أروقة القصر الملكي بدار السلام أو غيره من القصور الملكية، فهو يحاول دائما رسم صورة سوداوية عن حالة الملك، خلافا لما يلاحظه عامة الشعب، سواء عبر جولاته في شوارع المملكة أو خلال الأنشطة الرسمية التي تنقل عبر التلفزيون العمومي، كان آخرها الحفل الديني الذي أحياه بمناسبة الذكرى الـ 26 لوفاة الملك الحسن الثاني، الذي جاء يومين بعد افتتاحه للبرلمان.
الغريب في الأمر أن “الفيك النيوز” التي يقدمها هذا الصحافي، الساخط على المغرب منذ أن منع من دخول تراب المملكة المغربية، أصبحت مادة دسمة لصحافة الكابرنات الجزائرية التي تقوم بدورها سواء بإعادة نشر المقالات كاملة أو استغلالها في مقالات لمهاجمة المغرب. بل هناك بعض من الأقلام الصحافية المغربية الأصل التي اختارت الهجرة قلبا وقالبا خارج المغرب، وحولوا أقلامهم ضد بلدهم الأم، ونجد بينهم حسين مجدوبي، الذي لا يجيد شيئا لتنمية مهاراته الصحفية، سوى ديباجة مقالات تَقْطُر سُمّاً ضد المملكة، بل وأصبح يقوم بترجمة مقالات إغناسيو سمبريرو التي يهاجم فيها المؤسسة الملكية.
كما أنه في بعض الحالات نجد نفس المعلومات حول المغرب يتقاسمها كل من سمبريرو والشبه-صحافي علي المرابط، ويقدم المحتوى على أنه معلومات دقيقة ومنزهة عن الخطأ.
ولتأكيد هوس الصحافي الإسباني، واسمه الآخر “عبد الحق”، وهو اللقب الشخصي الذي اختاره سمبريرو، في وقت سابق، طواعية وهو مسجل في سجلات الحالة المدنية المغربية الممسوكة بقسم قضاء التوثيق بالمحكمة الابتدائية بالعيون، لتدشين مرحلة الولاء لثوابت المغاربة، ممثلة في الوحدة الترابية الوطنية، قبل الانسلاخ عن هذا الاعتقاد والارتماء في أحضان عصابة البوليساريو وحاضنتها الجزائر، نجده خصص أكثر من 40 مقالا خلال العشر أشهر الأخيرة من السنة الجارية 2024 يتحدث فيها سواء عن الملك محمد السادس أو المغرب، أي بمعدل 4 مقالات في الشهر، بصيغة أخرى مقال واحد في كل أسبوع يذكر فيه المؤسسة الملكية أو المغرب.
في المقابل، خصص “عبد الحق سمبريرو” الذي يدعي أنه مختص في الشأن المغاربي، خلال نفس المدة أي العشر أشهر الأخيرة، فقط 14 مقالا عن الجزائر، وهذه الكتابات عن دولة الطاوابر، لا يتحدث فيها عن المشاكل التي تعيشها بلاد “المليون شهيد” المزيفين، بل يتحدث بشكل إيجابي عن قصر المرادية أو فقط يقوم نشر أخبار سحب السفراء الجزائريين من بعض الدول الأوروبية، وفي حالات أخرى تكون عبارة عن مقالات يقارن فيها بين القوة العسكرية الجزائرية والمغربية، وطبعا لصالح نظام الكابرانات… مع الإشارة إلى أنه لا يهتم بما يقع في كل من تونس وليبيا وموريتانيا.
لا يكتفي سمبريرو فقط بكتابة مقالات كاذبة ونشر معلومات مغلوطة، هو فقط من يعرفها، عن المؤسسة الملكية والمغرب عامة، بل إن حسابه على منصة “إكس” (تويتر سابقا) مليء بالتدوينات عن الملك والمملكة، وكأن لا شيء يقع في باقي البلدان المغاربية.
آخر ما جادت به قريحة هذا المعادي للوحدة الترابية، خلال اجتماع نظمته إحدى الجمعيات بجزر الكناري تدعى “La Real Sociedad Economica de Amigos del Pais de Gran Canaria” والمعروفة اختصارا ب”RSEAPGC”، يومه الخميس 17 أكتوبر 2024، والتي استدعت هذا الصحافي للحديث عن أسباب الأزمة في العلاقات بين المغرب وإسبانيا، هو أنه اعترف، خلال كلمته، باضطهاده من طرف المؤسسات الحكومية في اسبانيا وأنه لم يعد مرحبا به بحيث ولا واحدة منهم أصبحت تستدعيه للمداخلة في أي ندوة أو اجتماع، أي أنه أصبح منبوذا داخل بلده، وأضاف )بعد شكرهم على الدعوة للمشاركة في الندوة( أن إسبانيا لم تربح شيئا من اعترافها بمغربية الصحراء. هذا دليل آخر يؤكد بالملموس سُخط هذا الصحافي عن المغرب وأنه مع الجهات التي تسعى إلى المس بالوحدة الترابية للمملكة الشريفة.