إلى السيد وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت.. أرجوكم اقترحوا تعيين حميد المهداوي واليا على جهة الغرب
بعد أن أطلق حميد المهداوي العنان لخُطَبِه الشعبوية العشوائية التي تحاكي أسلوب “الحلقة” في جامع الفنا، من أجل توجيه رجال السلطة والإفتاء في ماذا يجب أن يقوموا به وكيف ومتى… يبدو أن الوقت قد حان لاقتراحه في لائحة الحركة الانتقالية المقبلة الخاصة بالولاة والعمال، كوالي على جهة الغرب، لأننا نؤمن بحرية التجربة حتى وإن كانت مفتوحة على مصير مجهول… ولأن المهداوي يستحق الفرصة لما يمتلكه من مواهب وملكات فذة في تسيير الشأن العام لم نكن نعلمها حتى أبهرنا في آخر خرجاته بأحدث أساليب الإدارة التي من شأنها حل جل المشاكل المحلية للمغاربة.
بداية، يجب أن نعترف بأن المهداوي يمتلك موهبة استثنائية في الحديث دون توقف ودون أن يقول شيئًا عمليًا. خطبه تشبه وجبة شعبية دسمة، مليئة بالتوابل ولكنها تفتقر إلى المكونات الأساسية. لذلك، نقترح أن يأخذ وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت هذا “القائد الفكري” ويمنحه فرصة ليصبح والياً على جهة الغرب، حيث يمكنه تطبيق نظرياته العظيمة مباشرة على الأرض. نحن على يقين أن المواطنين هناك سيستمتعون بمتابعة تجربته، إن لم يكن من أجل التطوير، فمن أجل الترفيه.
نحن واثقون أن المهداوي كرجل سلطة سيُبهر المغاربة وسيحقق نجاحا باهرا في تطبيق خططه الثورية التي تحدث عنها في آخر خرجاته والتي يمكن تلخيصها كالآتي:
- إدارة الشأن الجهوي والمحلي عبر الخُطَب اليوتوبية: حيث سيتحول الوالي من “مجرد” رجل سلطة إلى “يوتيوبرز” يشرح للناس كيفية التعامل مع مشاكلهم اليومية وهم يغنون ويرقصون، لمجرد أن الوالي المهداوي تفاعل معهم وتحدث إليهم.
- استبدال الاجتماعات الرسمية بالجلوس في المقاهي الشعبية: لأن الشعب يريد والياً قريباً منه، يشرب القهوة بجانبه، ويأكل الحلويات معه ويقضي معه ساعات طوال حول برارد أتاي.
- اعتماد مواقع التواصل الاجتماعي حصريا مرجعا في اتخاذ القرار: ليفسح المهداوي المجال للعفوية حيث سيدير كل شيء بتصويت عام على مواقع التواصل الاجتماعي، وسيلغي في المقابل كل المساطر المعمول بها لتقييم الوضع المحلي واتخاذ القرار.
- حل الأزمات بالصوت العالي والشعبوية والمظلومية: كلما ظهرت مشكلة تنموية، سينظم المهداوي وقفة احتجاجية ضد نفسه لرفع شعار “إرحل” وفي نفس الوقت سيستعين بالمواطنين البسطاء الذين كان يستقبلهم في المقاهي، خاصة النساء، ليتضامنوا معه.
وبهذا سنشهد تحول جهة الغرب إلى نموذج عالمي في إدارة الشأن العام. وستصبح الجهة منصة تعليمية حية لطلاب الإدارة العامة حول العالم تحت شعار: “علاش جينا علاش جينا، المهداوي لي بغينا”. وربما سيتم تنظيم مسابقات وطنية لاختيار أفضل جلسة شاي بين الساكنة ورجال السلطة، سواء كانوا ولاة أو عمال.
وعليه سيدي وزير الداخلية، إننا واثقون بأنكم تدركون أهمية إتاحة الفرصة لكل مواطن مغربي لإظهار مواهبه في الإدارة العامة، ولو كانت هذه المواهب تتمحور حول الكلام الشعبوي العشوائي. لذا، نقترح عليكم بكل “جدية” أن تقترحوا حميد المهداوي والياً على جهة الغرب. فهو بلا شك، الوالي الذي تحتاجه المرحلة… كما ندعو عموم الشعب المغربي للاستعداد، فربما يصبح لدينا قريباً نموذج فريد من نوعه: “والي يوتوبي”، يثبت لنا أن الإدارة ليست مسؤولية حساسة وجدية، بل عرض مسرحي مفتوح للجميع!