ماستر حميد المهداوي… وما بعد!
لا يمكن أن تتخيلوا مقدار سعادتي وفرحة باقي متابعي المهداوي حميد لحصوله على الماستر. فرح بمقدار عدد “الجيمات” و”الجادوغات” التي يحصل عليها بعد كل فيديو ينشره، وبمقدار عدد المرات التي ذَكر فيها السي حميد، في فيديوهاته على اليوتيوب، أنه كان يُحضر فيها لنيل شهادة الماستر.
هي شهادة كفاح وإصرار شخص لا يحب الحصول على نسخة وحيدة من نفس الشيء، إلا من النساء، حيث فضل فقط الاكتفاء ببشرى دون غيرها من الجنس الناعم. تتذكرون أنه بعد الإجازة الأولى، عمل بجد للحصول على الثانية، ونفس الشيء بالنسبة للشقق، كما السيارات والمزارع.
هي شهادة امتياز، بل شهادة أزاحت شهادة بكالوريا الخاصة بناصر الزفزافي من “بوديوم” صدارة أكثر الشواهد نيلا للتبريكات والإعجابات على مواقع التواصل الاجتماعي.
حصل أخيرا المهداوي على ماستر في القانون العام، بعد مناقشته مشروع نهاية الدراسة حول النزاعات الدولية. ومن الآن فصاعدا، لن يحلل لنا المهداوي ما يقع بين فلسطين وإسرائيل بنفس رؤية الصحافي، أي فقط نقل الخبر، بل سيناقش الموضوع من منظور القانون الدولي ومن خلفيات ” Coutume et jurisprudence internationales ” وسيشرح لنا دور محكمة العدل الدولية (تحية لسي محمد بنونة من بين أسطر هذا المقال) في النزاعات الدولية، وسيوضح لنا طبيعة عمل الجمعية العامة للأمم المتحدة وإلزامية قراراتها من عدمه، ودور مجلس الأمن وعمل القبعات الزرق، وسيفقهنا في عمل كل المؤسسات الدولية كمحكمة التحكيم الدائمة (PCA) ودورها (تحية لسي عز الدين الكتاني) والفرق بينها وبين (CIJ).
أصبح الآن المهداوي قادرا على شرح، طبعا بطرق أكاديمية، ظروف الحرب في الشرق الأوسط والصراع الدولي هناك، وسنفهم من خلال فيديوهاته المستقبلية دور إيران فيما يقع في الخليج، وعمل حزب الله وحماس، ولما لا حتى دور حركة فتح في القضية الفلسطينية.
أصبح السي حميد كذلك خبيرا في شؤون المفوضية السامية للاجئين ويمكنه أن يحدثنا عن اتفاقية عام 1951 وبروتوكولها لعام 1967 المتعلقين بوضع اللاجئين. وأنا شخصيا أعتقد أنه سيحتاجها يوما ما (تذكروا هذا المقال جيدا والأيام بيننا) عندما سيطلب اللجوء لمجاورة الصحافي الكبير في العمر علي المرابط في إسبانيا أو دنيا فيلالي في فرنسا، والسبب سيكون طبعا أن المخزن يُشهر به ويحاربه ويتابعه بالقانون الجنائي عوض قانون الصحافة.
اختار المهداوي ألا يدرس الماستر من أجل الحصول على وظيفة عمومية أو أن يتقدم به إلى مباريات كيفما كانت صبغتها داخل الدولة للحصول على عمل مقابل 5 أو 6 آلاف درهم، فهو صحافي دولي كبير وله قناة مليونية عائداتها تكفيه عن مثل هذه الوظائف، ولا يهمه من المباريات غير ولوج سلك المحاماة، وهذا لغرض في نفس حميد، عفوا يعقوب.
بعد أن وضع الماستر الأول في “الجيب” (كما يقول المغاربة)، كان ليفاجئنا السي المعطي منجب، بعد سنة من الآن، ويخبرنا في تدوينة له على الفيسبوك أن السيد حميد المهداوي يناقش أطروحة الدكتوراه، لكن المهداوي رفض أن يتسجل بسلك الدكتوراه قبل حصوله على الماستر، فعزة نفسه لا تسمح له بالغش في الدراسة، خاصة السلك الثالث وهو الذي يستطيع ذلك بحكم معارفه الكثر، لكن حميد اختار الغش فقط في بناء “فيرما” أو التكالب على موظفي الجماعات المحلية من أجل أن يمدوه بأعمدة الكهرباء حتى باب مزرعته، فقط هذه الأشياء يقبلها المهداوي، لكنه لا يمكن أن يغش في الدراسة، ولو فعل ذلك لكان الآن “Grand Maître Hamid”.
صراحة، حتى رسالة الدكتوراه لا تعني لحميد شيء، فقبل ذلك هدفه أن يحصل على ماستر ثان، ربما تخصص القانون الدولي للبحار، فالسي حميد كان دائما يناقش إلغاء اتفاقيتي الصيد البحري والزراعة بين الرباط والاتحاد الأوروبي عن دون معرفة، فقط بما اطلع عليه في المواقع الإلكترونية، وحميد يريد أن يفسر كل شيء من جانب أكاديمي، لا ترديد كلام الصحافة.
حميد يريد أن يناقش النزاعات الدولية كما النزاعات فوق أعالي البحار، ولكن تغيب عنه المعطيات. لذلك، عليه دراسة هذا التخصص في الماستر، ليناقش ويوضح لنا معاني الحدود البحرية والمياه والإقليمية ومشاكل تحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة، المعروفة اختصارا ب “ZEE”. والأكيد لن ينسى الحديث عن اتفاقية “مونتيغو باي” لسنة 1982.
حميد، عفوا الدكتور حميد، مبروك حصولك على الدكتوراه مسبقا، كما الماستر الثاني.