انتشار خطاب الكراهية والتحريض على الإرهاب على مواقع التواصل الاجتماعي

لاحظ المتتبع لمواقع التواصل الاجتماعي كمية انتشار خطاب الكراهية والتحريض على الإرهاب، منذ حادث طعن أربعة إسرائيليين في تل أبيب من قبل شاب مغربي يحمل بطاقة الإقامة الأمريكية، يوم الثلاثاء 21 يناير 2025، حيث أشاد عدد كبير من المغاربة بما فعله، معتبرين أن هذا العمل الإجرامي الذي أقدم عليه الشاب هو ما يجب أن تكون عليه الأمور وأنه أمر محمود.
وتقاسم عدد مهم من منخرطي مواقع التواصل الاجتماعي الإشادة بالفعل ذاك رغم أن القانون المغربي واضح في هذا الخصوص حيث يجرم الإشادة بالإرهاب سواء على المستوى المحلي أو الأجنبي، ورغم ذلك لم تسلم التعاليق من التنويه بالعمل الإرهابي، بل ومنهم من يقول أنه مستعد كذلك لفعل نفس الشيء تجاه الأبرياء.
لم تقتصر الإشادة بالإرهاب ونشر خطاب الكراهية على أفراد عاديين أو مجرد مواطنين، بل حتى أن جماعة بوكو أحلام والجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تشاركتا نفس الأفكار ونوهتا بالعمل الدموي الذي راح ضحيته منفذ العملية وإصابة أربعة مدنيين، أحدهم في حالة خطرة.
جماعة المتاجرة بالدين، التي تسترزق بالقضية الفلسطينية، باتت قريبة من تكفير كل من لا يدافع عن فلسطين ويجعلها في مقام ربما يسبق حب الأمهات والآباء، وفي حضرتهم تسقط كل القضايا المحلية والدولية، ولا شيء قبل غزة.
الجماعة لا تحب الكلام أو الدفاع عن قضايا المملكة المغربية، فلا أذكر أنها نظمت يوما وقفة تضامنية أو مسيرة من أجل الصحراء المغربية، لكن في المقابل نظمت عشرات الوقفات والمسيرات التضامنية مع غزة في عدد من المدن المغربية، بل وصل بهم الحد إلى سب وشتم أشخاص ذنبهم الوحيد أنهم كانوا مهتمين بشأن بطنهم وجوعهم قبل شأن غزة ويأكلون وجبات سريعة في إحدى المطاعم التابعة لشركة متعددة الجنسيات.
ناهيك أنهم كانوا يدعون إلى مقاطعة كل المنتجات الغذائية المصنعة في دول كالولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وغيرها من الدول، في الوقت الذي رأينا كيف احتفل الغزاويين أنفسهم بعودة مشروب “كوكا كولا” للمتاجر بعد انقطاعه منذ اندلاع حرب 7 أكتوبر، ورأينا كيف نسوا مقتل أكثر من 50 ألف غزاوي مقابل قنينة “كوكا” سعة 250 مل، أي قنينة صغيرة.
لم تقتصر إهانة جماعة المعاشرة الحلال على من يتناول “البرغر” ذات عشية بإحدى مطاعم “ماكدو” بمدينة طنجة في يوليوز 2024، بل الإهانة أصبحت تشمل كل المغاربة ممن يقولون ويؤمنون أن تازة قبل غزة، والعيون والداخلة قبل غزة، وباتت جماعة الذئاب الملتحية تردد شعارات خلال وقفاتها تسب فيها كل من لا يتضامن مع الفلسطينيين من قبيل :”الكوفية رمز النضال ماشي شرويطة يا أنذال”، في إشارة إلى أن من يحمل الكوفية فهو مناضل، ومن لم يفعل فهو نذل.
هناك كذلك، قضية الطالب الذي هدد، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الناشط الأمازيغي أحمد عصيد بـ”الذبح”، والذي أدانته غرفة الجنايات بالرباط والمختصة في قضايا الإرهاب، الأسبوع الماضي بالسجن 7 سنوات، وقبلها شاهد العديد منا الخرجة الإعلامية غير الموفقة لليوتيوبر حميد المهداوي وهو يردد عبارة “السلاكط” وكيف أصر ترديدها عدة مرات وكأنه سجل براءة اختراع باسمه.
ظهور خطاب الكراهية أو التحريض على ارتكاب أفعال إجرامية ضد الأبرياء أو بسبب الاختلاف في الرأي أو قناعات عرقية أو تاريخية وما شابه ذلك، قد يتضاعف في بلادنا ويصل لدرجة خطيرة حيث، لا قدر الله، ينتقل من مواقع التواصل إلى الواقع الفعلي ونشاهد أحداث لا نتمناها سواء ضد المغاربة أو الأجانب خاصة ونحن مقبلين على تنظيم فعاليات رياضية وفنية كبرى ومنخرطين في أشغال كبرى للسير ببلادنا إلى الأمام.