زاوية الرأي

لماذا لا يجرأ حميد الهضراوي على الحديث عن جشع الصيادلة ؟

تناول حميد الحلايقي مرات عديدة موضوع المنظومة الصحية في بلادنا والمقارنة بين القطاع العام والخاص، سواء بالحديث عن الموضوع أو من خلال حوارات مع صديقه “مول الفارماسيان” عزيز غالي أو أشخاص آخرين، وفي كل مرة يثير موضوع غلاء الأدوية في السوق الداخلي وهل هي سياسة ممنهجة من طرف الدولة على شاكلة “التقلاز من تحت الجلابة”، لكنه ولا مرة تناول موضوع جشع أصحاب الصيدليات، ولم يكلف نفسه طرح السؤال على “مول الفارماسيان” عن هامش ربحهم من خلال بيع الأدوية للمواطن البسيط.

هل الهضراوي يعلم أو لا يعلم أن هامش ربح أصحاب الصيدليات في بلادنا، وفق تقرير المجلس الأعلى للحسابات لسنة 2023، المطبق على الأدوية التي يكون ثمن المصنع دون احتساب الرسوم أقل أو يساوي 166 درهم، 57 % بينما لا يتجاوز 25 % في تركيا، و5.58 % في البرتغال، و21.4 % في فرنسا و 6.42 % في بلجيكا. الأكيد أن مقارنة هوامش ربح المؤسسات الصيدلية الموزعة بالجملة والصيدليات المعتمدة ببلدنا مع تلك المعتمدة في البلدان المعيارية أن هوامش الربح المعتمدة بالمغرب مرتفعة نسبيا.

ويتراوح هوامش الربح بين 47 % و57 % بالنسبة للأدوية التي يكون ثمن مصنعها دون احتساب الرسوم أقل أو يساوي 588 درهما، وبالنسبة للأدوية التي يزيد سعر تصنيعها عن 558 درهما، تتراوح هذه الهوامش بين 300 و400 درهم لكل علبة.

فيما تتفاوت هوامش ربح المؤسسات الصيدلية الموزعة بالجملة بين 11% بالنسبة للأدوية التي يكون ثمن مصنعها دون احتساب الرسوم أقل أو يساوي 588 درهما و2 % بالنسبة لباقي الأدوية.

هي ليست سياسة ممنهجة من طرف الدولة لجعل المواطن لا يستفيد من الأدوية بأثمان معقولة، بل هو محض جشع من أشخاص مثل صديقك “مول الفارمسيان” عزيز غالي، الذي فضل بيع الأدوية بنسبة هامش مرتفع عوض القبول بنسب متواضعة كما رأينا في المقارنة مع بعض الدول، حيث أصحاب الصيدليات فضلوا التعامل بإنسانية أولا في بيع الأدوية، وربح قليل على المتاجرة بآلام المرضى في مرحلة ثانية.

لماذا لا يخصص الهضراوي حلقة خاصة، من حواراته على قناته المليونية على اليوتيوب، مع عزيز غالي ويتناول ظاهرة جشع الصيادلة على حساب مآسي المرضى وقدرتهم الشرائية؟ لماذا لا يشرح لنا أسباب غلاء الأدوية، أو هو فقط يهتم بالحديث عن المخلفات على جيب المواطن والمتاجرة بها من أجل الربح عن طريق الأدسنس…

هل عدم تناول هذا الموضوع لا يدخل في محاربة الفساد كما تدعي أنت أو غير ممن يدافعون عن حقوق الإنسان، ولا ييأسوا من ترديد الخطابات الفارغة، وعلى رأسهم عزيز غالي؟ هل غلاء ثمن الأدوية لا يهم المواطن مباشرة ؟

إذن كفوا عن تزييف الحقائق، ولتكن لكم الشجاعة لتناول المواضيع بكل جرأة، فالمواطن من حقه أن يعلم سبب هذا الغلاء، أو هذه الحقائق ليس من حق المواطن الوصول إليها رغم أنه المعني الأول بالأمر؟

مشاهدة المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى